
من كتاب أيسر التفاسير
تأليف
أبي بكر جابر الجزائري
الواعظ بالمسجد النبوي الشريف
نبذة عن سورة الإخلاص : سورة مكية ، آياتها 4
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم :
( أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن ؟ . قالوا : وكيف يقرأ ثلث القرآن ؟ قال :( قل هو الله أحد ) تعدل ثلث القرآن )
[ رواه مسلم ]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من قرأ " قل هو الله أحد " حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة )
[ سلسلة الأحاديث الصحيحة / 589 ]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
قل هو الله أحد : أى قل لمن سألك يا نبينا عن ربك هو الله أحد .
الله الصمد : أى الله الذي لا ينبغي العبادة إلا له ، الصمد : السيد الذي يصمد إليه في الحوائج فهو المقصود في قضاء الحوائج على الدوام .
لم يلد : أى لا يفنى إذ لا شيء يلد إلا وهو فان بائد لا محالة .
ولم يولد : أى ليس بمحدث بأن لم يكن فكان فهو كائن أولا وابدا .
ولم يكن له كفواً أحد : أى لم يكن أحد شبيه له أو مثيل إذ ليس كمثله شيء .
معنى الآيات : قوله تعالى
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ : الآيات الأربع المباركات نزلت جواباً لمن قالوا للرسول صلى الله عليه وسلم من المشركين انسب لنا ربك أو صفه لنا فقال تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم قل أى لمن سألوك ذلك هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد أى ربي هو الله أى الإله الذي لا تنبغي الألوهية إلا له ، ولا تصلح العبادة إلا له أحد في ذاته وصفاته وأفعاله فليس له نظير ولا مثل في ذلك إذ هو خالق الكل ومالك الجميع فلن تكون المحدثات المخلوقات كخالقها ومحدثها الله أى المعبود الذي لا معبود بحق إلا هو ، الصمد أى السيد المقصود في قضاء الحوائج الذى استغنى عن كل خلقه وافتقر الكل إليه لم يلد أى لم يكن له ولد لانتفاء من يجانسه إذ الولد يجانس والده ، والمجانسة منفية عنه تعالى إذ ليس كمثله شيء ولم يولد لانتفاء الحدوث عنه تعالى .
لَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ : أى لم يكن أحد كفوا له ولا مثيلا ولا نظيرا ولا شبيها إذ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير . فلذا هو يعرف بالأحدية والصمدية هو أنه واحد في ذاته وصفاته وأفعاله لم يكن له كفو ولا شبيه ولا نظير والصمدية هو أنه المستغني عن كل ما سواه والمفتقر إليه في وجوده وبقائه كل ما عداه كما يعرف بأسمائه وصفاته وآياته
هداية الآيات :
1- معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته .
2- تقرير التوحيد والنبوة .
3- بطلان نسبة الولد إلى الله تعالى .
4- وجوب عبادته تعالى وحده لا شريك له فيها ، إذ هو الله ذو الألوهية على خلقه دون سواه
الحمد لله ملء السموات وملء الأرض ، والشكر لله ملأهما وملء ما بينهما والصلاة والسلام التامان الأكملان على نبي الرحمة وقائد الأمة على آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
أسألكم صالح الدعاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق